نماذج معاصرة من برّ الوالدين
أمل وعمل
د. إبراهيم محمد باداود
صحيفة المدينة
الإثنين 07/04/2014
تعوّدنا مؤخراً أن نقرأ بعض الأخبار عن عقوق الوالدين، وأن نجد بعض الأبناء يسيئون معاملة آبائهم وأمهاتهم، بل ويتجاوزون كل الخطوط الحمراء، ليعتدوا عليهم في بعض الأحيان بالضرب، فضلاً عن إيداعهم بعض الدور أو المستشفيات وعدم السؤال عنهم!!!.
ومع تلك الأمثلة السيئة نجد أن هناك نماذج مُشرقة من الأبناء، حرصوا على برّ والديهم بطرق حديثة غير تقليدية، وبدون أي حرج، فها هم مجموعة من الشباب لديهم مشروع تجاري جديد قاموا بإنشائه، وعند افتتاح المشروع لم يذهبوا إلى مسؤول في جهة حكومية أو أحد رجال الأعمال الكبار أو شخصية اجتماعية، بل ذهبوا إلى أمهاتهم، ودعوهن للحضور في يوم الافتتاح، ليكون ذلك الافتتاح على شرفهنّ، وفعلاً حضر الأمهات، وقمن بقص الشريط لإطلاق المشروع، كلّي يقين بأن تلك اللحظة لن تُنسى للجميع سواءً لأصحاب المشروع أو لأمهاتهم، وكلّي يقين بأن مثل هذا الافتتاح سيكون حافزاً كبيراً لأصحاب المشروع أن يبذلوا ما في وسعهم لإنجاحه، كيف لا ومن افتتحه هنّ أمهاتهم.
نموذج آخر يتمثل في قيام مجموعة من الأبناء كان والدهم قد قام ببيع سيارته؛ التي كان يحبها كثيراً من أجل أن يقوم بتعليم الأبناء بثمنها، وبعد أن تعلّم الأبناء وكبروا والتحقوا بأعمالهم تمكنوا من العثور على تلك السيارة التي باعها والدهم وقاموا بشرائها له مرة أخرى؛ وتقديمها هدية منهم لوالدهم، ولكم أن تتخيّلوا فرحة الوالد ليس فقط بعودة سيارته له، بل بحب ووفاء الأبناء له.
وهناك العديد والعديد من النماذج الحديثة لبرّ الوالدين، والتي يجب أن نفرح بها وأن نشجّعها وأن نوصي جميع من نلقى بأهميتها، فمنْ لنا غير والدينا، نسعى لبرّهما ولراحتهما، فهما من جعلهما المولى سبب وجودنا، ولهما حقّ كبير علينا، ولو خدمناهما طول عمرنا لن نوفّيهما معشار حقّهما.